https://www.aratech.info/

كرة القدم تطورت كثيرا في العقدين الأخريين. و لم تعد تكفي المهارات الفنية من أجل صناعة منتخب قوي و تنافسي. فالعديد من العوامل أصبحت تتدخل في هته الصناعة، و فيما يلي سأجرد لكم أبرزها، و سأسلط الضوء عن الحالة العربية.

1.الشباب

القيود الاجتماعية حول عمل الشباب السعودي

الشباب هم بدرة الأمل، ان أنت اعتنيت بهم و سهرت على سقيهم و ابعاد الأعشاب الضارة ـ الملاهي ، و مقاهي الشيشة و السهرات ـ من طريقهم ستحصل على زهرة يشتم عبقها من بعيد. خير مثال على دلك، المنتخب الألماني و الفرنسي و البرازيلي المرشحين فوق العادة للحصول على كل نسخة من المونديال ، هم دائمي المشاركة في التظاهرات العالمية للشباب و غالبا ما تمد هته المنتخبات الشابة المنتخب الأول باسم أو اسمين في كل سنة.

نظرة على العرب : لا يوجد فريق عربي واحد دائم المشاركة في مونديالات الشباب. في 2017 شاركت السعودية ، في 2015 شاركت قطر، في 2013 لم يشارك أحدهم. و هدا يفسر عدة أسباب اخفاقات الكرة العربية في الأعراس المونديالية للكبار. فالعديد من العرب يكون المونديال هو أول بطولة كبرى يشاركون فيها ، و العديد منهم يكتشف المدارس الأوروبية و الافريقية و الامريكية اللاتنية لأول مرة في المونديال. و بما أنهم يجهلون طريقة لعب خصومهم ، فنسبة الفشل ستكون مرتفعة. أول أسرار النجاح معرفة نقط ضعف العدو و هدا سيأتي بالمشاركات الدائمة في تظاهرات الشباب ، فلاعب دو 25 سنة و دو خبرة دولية تمتد ل 10 سنين أو أكثر ، خير من لاعب دو 30 سنة و 0 تجربة عالمية. النقطة الثانية ، هي : عندما يعطي فريق الشباب ثلاث أو أربع لاعبين لمنتخب الكبار سيكون هناك نوع من التجانس و التفاهم بينهم. كل واحد سيعرف تحركات الأخر ، و ستكون التمريرات بينهم أكثر سلاسة. و بما أن فرق شبابنا لا تعطي لمنتخبات الكبار أية لاعبين الا نادرا ، فهته السلاسة تغيب.

2.اللياقة البدنية و الانضباط التكتيكي

هدان العاملان مهمان في كرة القدم الحديثة و حتى القديمة. فرق كثيرة تغطي على ضعف فنيات لاعبيها بلعب بدني قوي ، و بانضباط تكتيكي مدهل. فعندما يؤدي كل فرد دوره على أحسن وجه و تقل الأخطاء ، يمكن لفريق نكرة أن يوقف أقوى و أعتد الفرق الأوروبية و اللاتنية. و خير مثال على دلك ، ايسلندا، لاعبوها دوي فنيات جد محدودة و لكنهم مند 2016 يحققون نتائج مدهلة و يسقطون الكبار بقيادة رونالدو و ميسي. فرق أخرى تسير على نفس النهج، و هي الدانمرك و السويد و صربيا و يبدو على أنها في الطريق الصحيح ، للوصول الى الأدوار الطلائعية في المنافسات القادمة.

نظرة على العرب : لاعبونا العرب على الغالب لا يمتلكون لياقة بدنية تؤهلهم لمنافسة الكبار. فمثلا لو أراد المغرب تطبيق خطة الباص أمام اسبانيا و البرتغال سيفشل فشل دريع لأنه لأن لاعبيه لن يستطيعوا مقارعة رونالدو و كوستا في الصراعات البدنية. نفس الشيء ينطبق على السعودية و الأخرين. مع بعض الاستثناءات كمصر و تونس اللتان تملكان لاعبين بقوة جسمانية لا بأس بها. النقطة الثانية ، هي الانضباط التكتيكي، فاللاعب العربي ليس منضبطا تكتيكيا لعدة عوامل ، و في العديد من اللقاءات تجد تمركزاته لا محل لها من الاعراب. و السبب الرئيسي في هدا ، يعود لتكوين اللاعب مند الفئات السنية الصغرى، فالطريقة التي يتلقن بها الكرة لا تسمح له بالانضباط. السبب الأخر، هو ضعف دورياتنا العربية. و بالحديث عن الدوريات العربية، ألاحظ خصوصا في شمال افريقيا على أن أغلب الأندية تلعب بتكتيك واحد أو تكتيكين طيلة الموسم. فغالبا ما يقوم الفريق القوي اللعب ب 4-4-2 و الفريق الضعيف ب 8-1-1 و صف الباص. فالاعتماد على الخطة الوحيدة و مواجهة خطة وحيدة طيلة الموسم ، يجعل من الصعب على لاعب ما أن يلعب في خطة غيرها و أن يلتزم بالانضباط.

3. عقلية الفوز

لكي تدهب بعيدا في البطولات الكبرى، عليك أن تتحلى بعقلية الفوز. و عقلية الفوز لا تعني التغني بالأمجاد ، و لا تزييف الواقع و ركوب أمواج الأحلام . و لكن أن تضع هدفا ما أمام عينك و تقول أنا في 2022 سأصل لربع نهائي المونديال و أن تعمل يوميا من أجلها. هكدا يعمل العديد من الأوروبيون و هكدا ينجحون ، فحتى عندما يفشلون في تحقيق الهدف ، يكونوا حصلوا على المادة الخام و هم في الطريق ، و سهل عليهم تحقيق الهدف مستقبلا.

نظرة على العرب :العقلية العربية في الغالب هي عقلية تمني و أحلام وردية و التمجد بالماضي و في أقصى الحالات الفرح بفوز اليوم و نسيان الغد. فكم من فريق عربي ظهر بشكل رائع خلال سنة ما و لكنه اختفى بعد دلك لأننا نتمادى في الفرح و ننسى العمل. الاستثناء الوحيد : هو المنتخب المصري أواخر الألفية الثانية بقيادة أبو تريكة و الأخرين. كان منتخب صاحب عقلية فوز و طموح و يفوز و يفرح ليلة و يعمل في الغد. لم يحالفه الحظ ليستمر في نفس المنوال بعد أحداث الثورة. و أتوقع على أن المنتخب المصري الحالي سيصير على خطاه و أتمنى أن يصير العرب أيضا على خطاهم. الاسثناء الأخر هو محمد صلاح ، لاعب ان قارنت مهاراته لما كان في بازل بمهارات عرب سبقوه كأحمد زكي و عادل تعرابت و جواد الزايري و نجوم تونسيين و جزائرين أخرين ستقول انهم أفضل منه. و لكنه امتلك عقلية مغايرة تماما لهم و صار في درب النجاح و سيزال يسير فيه و نتمنى له كل التوفيق، و نتمنى من العرب الأخرين أن يسيروا في طريقه و يحترفوا في أوروبا و لو في سويسرا و أن يعملوا بجدية في التداريب و ألا يتسرعوا و أن ينضبطوا و يتدربوا خارج وقت التداريب و يبتعدوا عن النرجيلة و المفسدات لكي يصلوا ﻷاعتد الفرق